صفعات على وجه جيفارا !!
بقلم: نضال ابو شرخ*
تشي جيفارا
استوقفتني وتستوقفني كثيرًا كلمةُ الطبيب الثائر المتمرد الشهير "تشي جيفارا" عندما قال: "إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة تُوجَّه إلى مظلوم في هذه الدنيا".. وكم أتألم أنا شخصيًّا وأنا أستشعر حجم الآلام التي يعاني منها جيفارا هذه الأيام على وجهه من جرَّاء ما يحدث للمظلومين في العالم.
هل سيتحمَّل وجهُ جيفارا ألمَ كلِّ صفعة وصعقة كهرباء وركلة قدم أو يد على وجه وأجسام المعتقلين السياسيين الذين لا يمتلكون إلا أقلامَهم وأفكارهم؟.. ماذا لو شاهد جيفارا طوابير انتظار الحصول على أي خدمة في بلادنا المحروسة، وما يتلقاه المواطن من ألفاظ من جرَّاء تطاولِه ومطالبته بخدمة ما، أليس هذا ظلمًا كبيرًا لحقوق المواطنة؟! فكم من الصفعات على وجه هذا الثائر في كلِّ لحظة نعيشها هذه الأيام.
ماذا لو شاهد جيفارا ما يحدث للمعتقلين في جوانتانامو، أو المُبْعَدِينَ عن ديارهم في كلِّ الدنيا، أو لجائعٍ في دولة ما في أفريقيا، أو لمريضٍ لا يجد الدواء ولا الحليب لأبنائه في فلسطين الحبيبة، أو لطفلةٍ لا تجد آباءها بين أشلاء القتلى على شاطئ غزة، أولشيخٍ قعيدٍ يُقتل بصواريخَ صهيونيةٍ غاشمةٍ فقط لأنه أسد وصامد في وجه أعدائه أو لأمة تُحارب من القاصي والداني.. إلخ، هل كان سيتحمل وجهُ جيفارا كلَّ هذا الظلم العالمي إذا كان حيًّا بيننا الآن أو أنه كان سيغيِّر كلامَه حفاظًا على وجهه أو كانت ستمتد ثورته لكل الدنيا؟!!
وأقول لحكامنا من الغائبين عن قضايا أمتهم: إذا كنتم لا ترحمونا ولن ترحموا المظلومين في بلادكم، فهل ترحموا وجه هذا الثائر من الصفعات التي تنهال عليه ليلَ نهار بظلمكم للمظلومين؟!!