خلال افتتاح ميدان الشهيد جورج حبش، ملوح إجراء الانتخابات في ظل الظروف الراهنة تعميق للانقسام الداخلي
10:09 2010-01-31
قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن إجراء الانتخابات العامة في ظل الوضع الفلسطيني الراهن، من شأنه أن يعمق الانقسام الداخلي في الساحة الفلسطينية.
وتحدث ملوح خلال لقاءات عقدها في محافظة جنين، خلال زيارة قام بها رافقته فيها النائب خالدة جرار، ووفد من قيادة الجبهة الشعبية، وافتتح خلالها ميدان الشهيد جورج حبش قرب منطقة النباتات في المدينة، بمشاركة المحافظ قدورة موسى، وعلي الشاتي، نائب رئيس البلدية، وناصر أبو عزيز، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، وممثلين عن القوى السياسية، والمؤسسات الرسمية والفعاليات الشعبية.
وبدأ ملوح جولته بزيارة مقبرتي الشهداء في المدينة والمخيم، ولقاء المحافظ، والاجتماع مع العقيد راضي عصيدة، قائد المنطقة في مقر "المقاطعة"، بمشاركة عدد من كبار ضباط قوات الأمن الوطني، ومع الحاج كمال السمودي، رئيس الغرفة التجارية ومدير وأعضاء الغرفة، حيث التقى عشرات التجار، قبل أن يفتتح ميدان الشهيد جورج حبش، مؤسس وأمين عام الجبهة الشعبية الأسبق، في الذكرى السنوية الثانية لرحيله.
ونظمت الجبهة الشعبية لقاء مفتوحاً مع ملوح في قاعة البلدية، بدئ بكلمة ترحيب ألقاها أبو عزيز، ومن ثم الشاتي، الذي قال إن المجلس البلدي اتخذ قراراً بإطلاق اسم الشهيد القائد جورج حبش، على ميدان النباتات، في إطار توجهه لإطلاق اسماء الشهداء والقادة على الشوارع والميادين العامة.
وفي كلمته، قال ملوح إن الشعب الفلسطيني يواجه في هذه المرحلة، معضلتين الأولى تتمثل في التحدي الرئيسي والمركزي ممثلاً بالاحتلال، والثانية استمرار حالة الانقسام الداخلي.
وشدد على ضرورة توحيد صفوف الشعب الفلسطيني والحركة الوطنية، واستحضار قوى الدعم العربي والدولي، وتعزيز الترابط الفلسطيني مع العمق العربي، في سبيل دعمه لإنجاز حقوقه الوطنية المشروعة.
ونوه إلى أن هناك ضرورة وطنية ملحة تحتم تحقيق الوحدة الوطنية بين كل مكونات الشعب في إطار كيان سياسي واحد هو منظمة التحرير، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وذلك في سبيل التفرغ لمواجهة التحدي الرئيس للشعب ممثلاً بالاحتلال الإسرائيلي.
وقال: يجب ألا نعلي شأن الكرسي والسلطة والمنصب، على حساب وحدة وحرية شعبنا ووطننا، وعلينا أن نحاكم أياً كان على هذه القاعدة.
واتهم الإدارة الأميركية بالسعي لاستئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، ليس من أجل تحقيق السلام وإنهاء الاحتلال، وإنما التفاوض لأجل التفاوض في ظل الاستيطان وتصاعد العدوان الإسرائيلي على الشعب والأرض الفلسطينية.
وفي سبيل مواجهة تلك الضغوط، شدد ملوح على ضرورة التمسك بالموقف الوطني العام الذي تبناه المجلس المركزي لمنظمة التحرير في جلسته الأخيرة، والقائم على ضرورة إنهاء الاستيطان بكافة أشكاله في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة في الرابع من حزيران عام 67، بما فيها القدس، وتحديد مرجعية للمفاوضات، والإقرار بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
وعلى صعيد الانتخابات العامة، قال ملوح إن الجبهة الشعبية متمسكة بموقفها الداعي إلى تحقيق الديمقراطية والشراكة بين كافة المكونات الفلسطينية في صنع القرارات وصياغة التوجهات العامة.
وعبر عن اعتقاده أن إجراء انتخابات تشريعية أو رئاسية أو انتخابات للمجلس الوطني لمنظمة التحرير في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها المجتمع الفلسطيني، من شأنه أن يساهم في تعميق حالة الانقسام الداخلي.
وأضاف: إننا نريد نظاماً انتخابياً يقوم على أساس التمثيل النسبي، بما يمكن كل مكونات المجتمع من المشاركة في الانتخابات وصنع القرار، خصوصاً أننا شعب لا يزال يئن تحت وطأة الاحتلال، ومن مصلحته مشاركة الجميع في مناهضة الاحتلال، وتوحيد كل مكونات الشعب لذلك.
وأشار إلى مساهمة الجبهة الشعبية "في إنجاز وثيقة إعلان الاستقلال في العام 1988 باعتبارها إنجازاً وطنياً، ورغم ملاحظاتها الكثيرة على اتفاقيات أوسلو، طالبت بعد انتهاء المرحلة الانتقالية في العام 1997 زمنياً وسياسياً، ببسط السيادة الوطنية على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة في الرابع من حزيران عام 67، ودعوة المجتمع الدولي، لتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقه، في إلزام إسرائيل بوصفها دولة احتلال، برفع يدها عن الأراضي المحتلة، تنفيذاً لقرارات الشرعية الدولية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في ممارسة حقه بالاستقلال والدولة".
بدوره، تحدث المحافظ عن الوضع العام في المحافظة، والظروف التي تمر بها، واحتياجاتها المتعلقة بالتنمية الشاملة، وما قامت به المحافظة خلال الفترة الأخيرة، لتحريك الاقتصاد المحلي، والتقليل من نسبة البطالة، والمشاريع المتعلقة بالبنية التحتية التي تم إنجازها، دون أن تؤدي إلى رفع مستوى التشغيل إلى نسبة معقولة، حيث استمرار البطالة في صفوف المهرة والخريجين، ما أدى إلى بروز ظواهر اجتماعية سلبية.
وركز على ملف جثامين الشهداء المحتجزة لدى الجانب الإسرائيلي في مقابر الأرقام، والبالغ عددها 56 جثة شهيد من محافظة جنين، من أصل 206 جثامين من سائر أرجاء الوطن، ترفض سلطات الاحتلال تسليمها لذويها من أجل دفنها.
أما النائب جرار، فقالت إن هذه الزيارة تأتي بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لرحيل القائد حبش، وتستهدف التأكيد على أهمية التلاحم الوطني بين مكونات المجتمع.
وأشارت إلى "نسبة البطالة المرتفعة في الضفة، والتي يراوح معدلها عند حدود 32%، رغم السياسة التنموية وعملية الإصلاح التي تنتهجها الحكومة، في وضع يحتم تنفيذ مشاريع صغيرة، ووضع خطة إصلاح وبناء في كل المحافظات، من أجل تأمين مستوى من الحياة الكريمة والدخل للمواطنين، وللحيلولة دون استمرار حالة التفكك الاجتماعي والأسري التي أصبحت ظاهرة مقلقة".