الرفاق في فرع الجبهة الشعبية بسجون الاحتلال: من العار مكافأة من أفنى حياته نضالاً واعتقالاً وعزلاً بالصمت
أكد الرفاق في فرع الجبهة الشعبية في سجون الاحتلال " أن الظروف التي يعيشها الأمين العام الرفيق أحمد سعدات وإخوانه ورفاقه تستدعي من كل فصائل العمل الوطني وكل مؤسسات العمل الإنساني، والمنظمات الحقوقية ولجان الأسرى وكل الشرفاء مساندتهم من أجل العمل الشعبي والقانوني والإنساني والسياسي، لنصرة الأسرى".
وقال الرفاق الذين يقبعون خلف الجدران و بين أنياب السجان في بيان صادر عنهم بمناسبة الذكرى الرابعة لجريمة اختطاف الرفيق سعدات من سجن أريحا ورفاقه قالوا "بأيدينا سنكسر الصمت، وسياسة العزل الانفرادي التي حاولنا إنهائها قانونياً وبالنضالات الموسمية دون جدوى، لن نكتفي بها بل سنواجهها في الأيام القادمة بمعركة لن نرضى نتيجة لها سوى النصر، آملين أن يساندنا كل الشرفاء من العمل الشعبي والقانوني والإنساني والسياسي.
وخاطب الرفاق جماهير شعبنا وأحرار العالم وقالوا " نخاطبكم اليوم بعد أربعة أعوام من هدم سجن أريحا واختطاف ونقل رفيقنا الأمين العام ورفاقه عاهد أبو غلمة، حمدي قرعان، باسل الأسمر، ومجدي الريماوي، بالإضافة لفؤاد الشوبكي إلى سجون الاحتلال الصهيوني. نخاطبكم بعد عام من انتزاع رفيقنا أبو غسان من بين رفاقه واخوته الأسرى ووضعه في زنازين العزل الانفرادي، والتي لا يزيد مساحة الزنزانة فيها عن مترين وتفتقر لأبسط مقومات الحياة.. متنقلاً من عزل عسقلان إلى عزل بئر السبع والطريق شائكة أمامه من عزل إلى آخر في تضاريس زنازين لا تتبدل رغم تبدل المكان، زنزانة لا تزورها الشمس ولا يمر عبرها الهواء النقي.. معزول عن البشر لا يرى وجوهاً سوى بعض السجانين يراقبونه انتظاراً لنهاية رحلة الموت البطئ المرسومة له بذريعة كونه يشكل خطراً على أمن حكومة الاحتلال الصهيوني..وحدها أصوات بعض السجناء الجنائيين اليهود تحول سكون العزل إلى ضجة صاخبة ومرهقة تسرق ساعات النوم وتزيد الضيق ضيقاً وتجسر الهوة بين الحياة والموت".
وأشار الرفاق أن الرفيق القائد سعداً يقبع وحيداً في معركة تتصارع فيها إرادته مع دولة الاحتلال التي لا تسمح له سوى ساعة يومية يزور خلالها ساحة محاطة بالأسلاك الشائكة والحرس مشرعة بنادقهم تستفزهم حزمة ضوء تتسرب من بين الأسلاك، حتى هذه الساحة يحرم من زيارتها إذا رفض القيود المعدنية التي تقيد قدميه ويديه لعدة أمتار هي المسافة الفاصلة بين الزنزانة والساحة..
وأضافوا " هذه التي تسمى دولة القانون أو تدعي ذلك تحرم زوجته وأبنائه من زيارته.. وحدها نافذة المحامي نصف المشرقة يطل من خلالها على أحوال شعبنا وعائلته وأبنائه ولسان حاله دوماً يردد سيمفونية حفظها كل محامي زاره (أوضاعي جيدة وصحتي رائعة وهمي الوحيد هو حال شعبي وقضيتي)، وتصريح صحفي يبين موقفه من المستجدات السياسية يحاول تهريبه شفوياً تحت أعين السجان".
وأكد الرفاق أنه يعيش في زنزانة لا طريق للصحف أو الكتب وكل ورقة فارغة إذا زارها حبر يتم مصادرتها أثناء التفتيشات المتكررة.. وحده التلفاز نافذته على العالم الخارجي وغالباً تتم مصادرته كعقوبة على احتجاج له أو كبند في مسلسل القهر اليومي.. حتى المحاكم أو نقله من عزل لآخر يحرم خلال الطريق إليها من رؤية أي من الأسرى.. يتم نقله في سيارة لا تحمل سواه أو في باص وضعت فيه زاوية منه زنزانة معدنية لا يرى فيها ولا يراه أحد.. يشاركه في الرحلة رنين القيود المعدنية التي تكبله.. هي حياة القبر بلا مبالغة أو تهويل.. بل هناك فرق أن الأموات فقدوا الشعور أما الحي في قبره يشعر بكل ألم ووجع.. هو اغتيال بحكم أعلى محكمة لدى الاحتلال وهو موت بطئ يسرق أيامه محولاً إياها لرحلة معاناة يحرمها القانون الإنساني وشرائع السماء....
وأشاروا أنه مسلسل يومي يرفض رفيقنا الأمين العام الحديث عنه أو التطرق له وتبقى سيمفونيته الوحيدة أوضاعي جيدة..
وأشاد الرفاق بالقائد سعدات وقالوا فيه أنه" الهامة المنتصبة رغم الزنزانة التي تحتوي جسده في عزله الانفرادي.. هو من ائتمنته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على رأسها.. وأبى إلا أن يحمل الأمانة بتفاني وإخلاص.. قبض على المبدأ متحولاً في مفهومه لجمر يحرق أعداء شعبه والمعتدين.. ترفع من غنائم الدنيا وبقيت فلسطين وشعبها هاجسه بلا تردد أو وهن".
وذكّر الرفاق أنه اعتقل للمرة الأولى قبل أكثر من أربعين عاما وأمضى في السجون حوالي 20 عاماَ من عمره ولم تثنيه عن الدرب قسوة الاحتلال والحرمان.. تعددت الاعتقالات والمطاردات ولكن أفكاره وأهدافه بقيت ثابتة وراسخة على مبادئها لا تتحرك رغم تبدل طرق نضاله ومهامه ومسرته.. هو خليفة الحكيم والمصطفى ... فرسخ حكمة الحكيم وجرأة المصطفى.. وثورة وديع... فلك منا كل التحية والإجلال يا رفيقنا الأمين العام أحمد سعدات...
وخاطب الرفاق الرفيق سعدات وقالوا: " نعلم تمام المعرفة يا رفيقنا إن الحديث عن معاناتك لن يرضيك، وندرك أن لسان حالك يقول أن الحديث عن معاناتك هي جزء يسير من معاناة شعبنا المكافح وأن هم الاعتقال هي ضريبة الوطن، وأن جدران العزل الانفرادي تحتوي عدة مناضلين يحيون الظروف التي نحياها، ولكن نقول لك ولهم منا العهد، لحسن سلامة، جمال أبو الهيجا، محمود عيسى، أحمد المغربي، محمد النتشة، عبدالله البرغوثي، إبراهيم حامد، هشام الشرباتي، مهاوش نعيمات، عطوة العمور، وكل المناضلين والمجاهدين بين جدران العزل الانفرادي...".
وشدد الرفاق في ختام بيانهم على أنه آن لنا لدق جدران الصمت والصراخ بملء حناجراهم كفى، كفى انتظار الجنازات حتى تمر أمامنا.. كفى للعض على الجراح وآن الأوان للعمل، مؤكدين أنه عار مكافأة من أفنى حياته نضالاً واعتقالاً واختفاءاً وعزلاً بالصمت.. آن الأوان لنقول كلمة الفصل وعلى كل حر أن يتحمل مسئولياته...