القناة العاشرة للتلفزيون الصهيوني يبث صورا فاضحة لـ«رئيس ديوان الرئيس عباس» --------------------------------------------------------------------------------
فجرت القناة العاشرة في التلفزيون الصهيوني ما اعتبرته فضيحة كبرى أطلقت عليها اسم 'فتح غيت'، بعد أن بثت مقطع فيديو قالت إنه يظهر رفيق الحسيني رئيس ديوان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع فتاة مجهولة في وضع 'فاضح'.
واستعرض التقرير ما قال إنها مستندات وصور تؤكد على وجود 'فساد' في السلطة الفلسطينية، فيما اعتبرت الرئاسة الفلسطينية هذه الصور 'مفبركة'، وإن الهدف من بثه هو ابتزازها والضغط عليها للعودة للمفاوضات والتخلي عن تقرير غولدستون.
واستند التقرير الذي أعده المحلل في القناة العاشرة للشؤون العربية تسفيكا يحزقيلي، إلى مستندات ووثائق قام المسؤول السابق في جهاز المخابرات الفلسطينية فهمي شبانة التميمي بجمعها على مدار الأعوام الستة الماضية.
وأظهر التقرير صورا لرئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية رفيق الحسيني وهو يقوم بمحاولة التحرش الجنسي بامرأة توجهت بطلب وظيفة للعمل في مؤسسات السلطة، وتظهره الصور وهو عار مع فتاة في المكتب، كما اتهم التقرير بعض المقربين من الرئيس عباس وأبنائه باختلاس ملايين الدولارات من خلال التلاعب بأسعار الأرض التي تدعي السلطة شرائها.
وظهر الضابط شبانة في التقرير وقال إنه 'تم تقديم الوثائق والأدلة على أعمال الفساد ومنفذيها إلى عباس'، ووجه تحذيرا بأنه في حال لم يتخذ الرئيس الفلسطيني إجراءات ضد المتهمين بهذه الأعمال خلال أسبوعين، فإنه سيكشف للقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي المزيد من الوثائق.
وقال شبانة –الذي يقيم في شرق القدس- بالعربية خلال تقرير القناة العاشرة: 'أنا أتوجه للأخ أبو مازن، اليوم أعلنت عن جزء بسيط مما لدي تجاه بعض الفاسدين ماليا وأخلاقيا، ولكن بعد أسبوعين من النشر سوف أعلن معلومات أكثر خطورة وأكثر دقة مسندة بالبيانات على نفس هذه القناة التلفزيونية، حتى تتم ملاحقة كل الفاسدين وفي الوقت ذاته محاسبة رفيق الحسيني'.
وأضاف أنه طالب مرارا باتخاذ إجراءات ضد المتهمين بالفساد والسرقات، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات ضدهم، ولذلك قرر التوجه إلى الإعلام.
ورغم أنه لا يتوقع أن تنشر وسائل الإعلام الفلسطينية تقريرا حول الفساد، فإن شبانة لم يوضح سبب توجهه لقناة تلفزيونية إسرائيلية.
ووفقا للتقرير فإن 'العديد من الأشخاص المحيطين بالرئيس الفلسطيني وعلى رأسهم الحسيني وحتى أبناء الرئيس، ضالعون في أعمال الفساد وسرقة أموال بلغ حجمها مئات الملايين من الدولارات حصلت عليها السلطات من التبرعات الدولية'.
وأوردت القناة مثالا على ذلك أن 'أشخاصا حول الرئيس الفلسطيني كانوا يطلبون أموالا لشراء أراض، لكن التحقيق أظهر أن القسم الأكبر من هذه الأموال ذهبت إلى جيوبهم، وأنه تم سحب هذه الأموال من بنوك في القاهرة وعَمان'.
وتظهر المستندات التي جمعها الضابط شبانة وعرضتها القناة العاشرة أنه 'في كل مرة كان يتم سحب مبلغ مليون دولار أو مليوني دولار من تلك البنوك'.
وقال معد التقرير في القناة العاشرة الإسرائيلية يحزقيلي إن شبانة 'زرع كاميرات تصوير في مقر الرئاسة الفلسطينية وفي عدد من البيوت لغرض التحقيق الذي يجريه حول الفساد وسرقة الأموال'.
ووفقا للتقرير فإن 'الحسيني سعى لاستدراج نساء تقدمن للحصول على وظائف في مقر الرئاسة لإقامة علاقة غير شرعية معه، وأنه في إحدى المرات طلب من إحدى السيدات أن يلتقي بها في منزل للحديث حول العمل'.
من جهتها قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية أمس: 'رفيق الحسيني يرافق ابو مازن منذ سنوات طويلة ويعتبر رجل سره، وهو ضالع في غياهب السياسة الفلسطينية، مثلما في العلاقات الخارجية للسلطة الفلسطينية، بما في ذلك المسيرة السياسية مع اسرائيل'.
وأضافت: 'في إطار منصبه أجرى الحسيني اتصالا جاريا ولقاءات عديدة مع محافل رسمية في إسرائيل وفي الولايات المتحدة'.
وتابعت الصحيفة الإسرائيلية: 'قبل نحو سنة ونصف السنة غفل الحسيني عن كاميرات خفية داخل شقة في شرقي القدس وهو في وضع حميم بصحبة عاملة في مكتبه، وظهر الحسيني في الصور التي نشرت أمس عاريا في غرفة نوم الشابة'.
ونقلت معاريف عن مصادر أمنية فلسطينية قولها إن ما حدث هو 'فخ أعده جهاز المخابرات العامة الفلسطينية من أجل صرف الحسيني'، وبزعم ذات المصادر –كما قالت معاريف- أن المسؤول المباشر عن حملة الإدانة للحسيني هو فهمي شبانة، الذي كان في الماضي رئيس دائرة شرقي القدس في المخابرات العامة وأن الشابة أرسلت كي تغوي الحسيني وتوقعه في الفخ.
ولفتت الصحيفة إلى أن الفضيحة التي تورط بها الحسيني عرضت على محمود عباس كدليل على 'الفساد الذي تورط به رجاله'، وقالت معاريف: 'ابو مازن تميز غضبا بالفعل حين شاهد الشريط، ولكنه وجه غضبه تجاه من التقط الصور وليس نحو مقربه الحسيني'.
وقالت إن عباس قرر إقالة مدير المخابرات العامة الفلسطينية توفيق الطيراوي، كما اتهمت السلطة بأنها أوعزت للسلطات الإسرائيلية للتصرف مع شبانة الذي اعتقلته 'إسرائيل' بتهمة تجنيد شباب من عرب فلسطين عام 1948 للعمل لدى جهاز المخابرات الفلسطيني.
من جهته اعتبر أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم، أن ما جاء في التقرير الإسرائيلي 'مفبرك' جملة وتفصيلا.
ونقلت وكالة 'وفا' عن عبد الرحيم قوله إن 'الحملة المسعورة التي بدأتها بعض أجهزة الإعلام الإسرائيلية لم تفاجئ السلطة الوطنية'.
وأضاف أن القناة العاشرة وبعض الصحف الإسرائيلية، وبدعم من بعض الأوساط في الحكومة الإسرائيلية عادت لتجتر اكاذيب وقصص باهتة على لسان ضابط صغير سابق في جهاز المخابرات الفلسطينية تمت إقالته منذ أكثر من عامين من موقعه، بعد أن افتضح تورطه في التعامل مع الجانب الإسرائيلي، وبعد أن قام بعدة تجاوزات ومخالفات تخل بالأمانة والشرف.
وأضاف: 'لقد أصدر النائب العام مذكرة إحضار بحقه بتاريخ 8/ 6/ 2009 وما زالت سارية المفعول للتحقيق معه، فيما كان يزعمه ويروجه ويحاول من خلاله الإساءة للسلطة الوطنية، وحاولت اجهزة الأمن الفلسطينية القاء القبض عليه، لكنه كان يحتمي وما يزال بأنه يحمل الهوية الزرقاء لمواطني القدس، ويزعم بأن السلطات الإسرائيلية قد فرضت عليه الإقامة الجبرية وأنه لا يستطيع الحضور الى مناطق السلطة الفلسطينية'.